مخاطبات الفاني في حضرة الداني

د.م. 60,00

“الغرض من هذه المخاطبات الباطنية هو إرشاد العبد إلى ربه، وإيصال المريد إلى مُرَادِه، وتحقيق القاصد بمقصوده.. وقد تَضمّنت أسرارا إشارية من فهومات الروح في علاقة خطابها بالله، ومناجاتها معه سبحانه.. هذا الخطاب الذي لولاه ما أقيم غيب ولا أُقِيمت شهادة، ولا خُلِق خلق ولا استمد ممدود، فهو باق قبل الوجود، دائم بعده، حاضر أثناءه، مخاطب لنفسه بنفسه، ولروح العبد بنفسه..إنه مناجاة للأرواح بحقيقة التجلي التي عليها أُقِيم عالم الشهادة وعالم الظاهر، وصُوِّرَت الأجساد ورُفِعت الأسوار، ووُضِعت الآنية، وسُدِل الستار ؛ فمن فتح الله عين بصيرته، ومكنه بسلطته، وحققه بمعرفته، وأدخله إلى حقيقته الغيبية اتصل بمنبعه  واستقى من شربته الأولى، وتحقق بدوام الخطاب المكنون، وهذا ما كان بلغة لا تُحِيط بها اللغات، وبحروف لا تُتَرجمها الشِّفَاه، وبتنزل لا تحيط به المحسوسات.. والحمد لله”.

 

التصنيف:

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخاطبات الفاني في حضرة الداني”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *