صفوة المعارف في حقيقة الأنفس والأذكار واللطائف

د.م. 60,00

كما هي الأمواج تَحِنُّ إلى قعر المحيط بما فيه من أسرار وجواهر إذا رجعت إليه حَنَّتْ، وإذا افترقت عنه وصارت على جوانب الشواطئ اليابسة تموجت واشتاقت، كذلك هي الأرواح في أحوال البُعْد عن عمق محيطها الأحدي تموج وتهيج شوقا، تتحرك عشقا وتَوْقًا، تأتي إليها رياح الذكر وصخور المجاهدة تحملها مما التصق بها من أوساخ الرِّمَال وظُلْمَانية الطين على أطراف الشواطئ، تُطَهِّرُها من ذلك وتُنَقِّيها. فَيَسِيرُ بها الذكر إلى وَسَطِ المحيط ويَغُوصُ بها في عُمْقِهِ الأحمدي حتى يَصِلَ بها إلى قَرَارِها الأحدي، تَقِر هناك وتستقر وتعود هناك للأصل بعد أن افترقت، وللسكون بعد أن تحركت، وفي أطراف المحيط شوقا إلى أعماقه. لكل شيء حكمة وأينما تأمل العارف يستخرج إشارة تدل على ربه، وعلى بديع صنعه، وأينما الْتَفَتَ يرى نفسه بين أكناف حضرته، والكُلُّ مُشِيرٌ إليه. فكيف تعود الأمواج المتحركة إلى قرار المحيط الساكن؟ وما دور صخور المجاهدة ورياح الذكر في هذا؟ كيف تتطهر أمواج الروح مما عَلِقَ بها على الشواطئ والأطراف؟ ونطرح السؤال هنا بصيغة أوضح للقارئ من العارف الذي فَهِمَ الإشارة قبلها: كيف يتخلص الإنسان من تَعَلُّقَاتِه وأوهامه ليعود إلى أصله وصفاء أحواله؟ كيف يسلك منهج الذكر؟ وكيف يقر على أصول مجاهدة النفس؟

التصنيف:

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “صفوة المعارف في حقيقة الأنفس والأذكار واللطائف”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *